مدرب كبير وفي الأصل لاعب شهير وجماهيري، كيف سيواجه التدخل في عمله خصوصا أن (التدخل في عمل المدربين) يشاع عربيا وأكثر خليجيا وأكثر .. أكثر (سعوديا)، فكيف يجيب المدرب الجديد الشهير الهولندي فرانك رايكارد الذي وقع عقده قبل أسبوع وتحديدا الجمعة الماضي مع الاتحاد السعودي لكرة القدم مدربا للمنتخب الأول عن مثل هذا التصرف (إذا حدث)؟!
الزميل المتجدد المتفرد باللقاءات الخاصة جدا ، استضاف أمس الأربعاء في برنامج (في المرمى - قناة العربية) المدرب رايكارد من العاصمة الهولندية (أمستردام) بعد أن أمضى يومين في معسكر المنتخب بالدمام تحت إشراف المدرب البرازيلي المؤقت روجيرو موريس، وفي ختام اللقاء وجه بتال سؤالا (مفاجئا) لرايكارد: أسألك افتراضيا، لو طلب مسؤول إشراك لاعبا أنت غير مقتنع فيه، ماذا ستفعل؟!
فرد رايكارد (مبتسما): نظريا أم حقيقة؟!
فعاد بتال: أنا أفترض أما الحقيقة فلا يمكن الحديث عنها الآن.
وعدل رايكارد جلسته وقال : افتراضيا ... أعتقد أن الاتحاد السعودي لكرة القدم سيخلق الظروف الجيدة التي تساعد على تحقيق عمل جيد، ولم يحدث لي من قبل ولا أقول إنه سيحدث، وهذه ليست الطريقة التي تقود للنجاح.
وقبل أن نواصل في (قووول أون لاين) عرض حديث رايكارد مع بتال، نشير إلى أن (جل) التعليقات والتحليلات في الكثير من وسائل الإعلام العالمية كانت ترتكز على أن رايكارد يخاطر في مهمته هذه وأنه قد يجد نفسه مبعدا بعد مباراتين، وتلميحات أخرى للتدخل في عمله.
وبعيدا عن صحة التدخلات بوجهها الحقيقي أو الإيحائي، هذه من (المسلمات) لدى كثيرين في الغرب ودائما ماتكون مثار نقد واتهامات من قبل نقاد سعوديين تجاه اتحاد القدم والأندية.
وفي المقابل وعلى الصعيد الرسمي كان للأمير نواف بن فيصل بن فهد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم (قرار) صريح وهو يؤكد بعد التوقيع مع رايكارد في لندن (لن نحاسب المدرب الجديد رايكارد إلا بعد ثلاث سنوات)، وفي مناسبات أخرى كان يشدد على أن التخصص ومنح الصلاحيات كاملة لمختلف العاملين (عنوان للمرحلة الجديدة).
وفي شأن رايكارد الذي تحدث في كل محطاته الثلاث بعد توقيع العقد في لندن ثم في الدمام لدى زيارته الأولى عن استراتيجية عمله وتعامل جيدا مع الإعلاميين، إلا أن الزميل بتال لاحقه في أمستردام بعد عودته إلى هولندا، وبالتالي لابد من الجديد.
وفي هذا المقام قال رايكارد "قبلت العرض لأنني أحب التحدي، وأتشرف بهذا العرض السعودي، وهدفي إسعاد السعوديين في كأس العالم 2014، هذا هو الأساس". ونوه بالمنتخب السعودي في أمريكا مونديال 1994، مضيفا "تقدم المنتخب السعودي علينا وعانينا حتى قلبنا النتيجة، كان الأداء جميلا وقويا".
وأوضح أن عمله يبدأ رسميا في بداية شهر أغسطس، مبينا أنه ترك مساعديه الثلاثة في السعودية لمتابعة العمل وتقييم المنتخبات السنية الأخرى (الأولمبي وتحت 20 و17 سنة)، منوها بعمل المدرب البرازيلي المؤقت روجيرو موريس وأنه من الأفضل أن يستمر لحين انتهاء مهمته أمام هونج كونج في أول المشوار لكأس العالم 2014.
وشدد على أن انطباعه جيد عن اليومين في الدمام ومشاهدة تدريب واحد، وقال: لاحظت الجدية من المدرب واللاعبين والمسؤولين، هذا يعزز طموحي كمدرب يبحث عن الجديد والبطولات. وعما إذا كان لديه خطوات على غرار ماصنعه في برشلونة في تأسيس عمل مستقبلي كبير فقال "أهم شيء في البداية أن تكون النتائج إيجابية، كي تقدم عملا متطورا وتعمل بارتياح، وسأعمل بقاعدة جيدة وأركز على المواهب، ورغم قصر الوقت إلا أننا سنعمل بجد وقوة لتحقيق الطموحات، ولابد أن أوازن بين لاعبي الخبرة والشباب بما يساعد على تقديم نتائج إيجابية، لايمكن أن أستغني عن لاعبي الخبرة حتى لو فوق سن الـ 30 فهم عامل مساعد ومهم والأهم إيجاد لاعبين مواهب ومميزين لمزج الحيوية بالخبرة، العمر المثالي بالأداء، وليس جيدا أن يكون لديك موهوبون بدون قائد أو اثنان من لاعبي الخبرة".
وعن مدى استشارته مدربين سبق وعملوا في السعودية كأديموس وليوبنهاكر وفاندرليم، قال "ليس بهذه الصورة، أنا سألت من لهم تجربة في قطر والسعودية والمنطقة بشكل عام، ولكنني أريد أن أضع بصمتي وتجربتي الخاصة في السعودية". وعن الانضباطية، قال :لايمكن أن أتحدث عن انضباط اللاعبين إلا بعد العمل على أرض الميدان، ولكن لا نجاح بدون انضباطية.
وحول رأيه في أن عقده يصنف ثاني أعلى عقد في العالم كمدرب (ويربو على تسعة ملايين يورو لثلاث سنوات)، قال "هذا شرف لي ولذا يجب أن أقدم كل ما أستطيع وجعل السعوديين سعداء بكأس العالم".
سيرة رايكارد
فرانك رايكارد (47 عاما)
تاريخه كلاعب :
لعب لاندية اياكس امستردام الهولندي (1980-1987) و (1993-1995) ,ريال سرقسطة الاسباني معارا (1987-1988), اي سي ميلان الايطالي (1988-1993) فقد كان يعتبر من أقوى لاعبي الأرتكاز في العالم بسبب قوته الجسمانية وتألقه الدفاعي والهجومي والتكتيكي التي أستطاع من خلالها صنع لاعب كبير في كل مراكز الملعب. لعب 73 مباراة دولية مع المنتخب الهولندي وسجل خلالها 10 أهداف وحقق مع المنتخب بطولة اوروبا عام 1988
تاريخه التدريبي :
1998- 2000 : مدربا للمنتخب الهولندي 2001-2002: درب فريق سبارتا روتردام الهولندي 2003-2008: مع نادي برشلونة الاسباني 2009-2010 : مع نادي غلطة سراي التركي 2011- : مدربا للمنتخب السعودي تألق مع نادي برشلونة الإسباني في 3 مواسم ، حقق المركز الثاني مع الفريق في الموسم الأول بعد أن كان الفريق في مستوى غير طبيعي، وفي الموسم الثاني حقق لقب الدوري الإسباني على حساب نادي ريال مدريد، ثم حقق الدوري مرة أخرى للمرة الثانية على التوالي.وقد قاد الفريق الكتالوني إلى تتويجه ببطولة الاندية الأوروبية ابطال الدوري بعد عروض رائعة.
انتهت فترة تدريبه بعد ما سمي بالفشل رغم وجود أقوى وافضل لاعبي العالم في فريقه في عام 2008 وكان آخر موسم له هو موسم 2007\2008 وحل فيها فريقه ثالثا في الترتيب في الدوري. وجاء هذا الاعلان بعد 24 ساعة من خسارة برشلونة المذلة امام ريـال مدريد 4/1 في لقاء الكلاسيكو الأسباني.
وتم التعاقد معه في تاريخ 26/06/2011 لتدريب المنتخب السعودي .
وله تجربة قوية مع المنتخب الهولندي (1998-2000) ووصل معه إلى الدور نصف النهائي في أمم أوروبا وخرج من أمام إيطاليا بركلات الترجيح بعد أن أبهر النقاد بمستوى فني مميز وجذاب.